كتب - شريف سمير :
ما أجمل تلاوة آيات القرآن الكريم بالنطق السليم وروعة التجويد وعذوبة الصوت الدافئ فى خشوع وورع .. وهذه النبتة الصالحة التي غرسها عظماء المقرئين فى الماضى داخل دولة التلاوة الرشيدة، تلوثت مؤخرا برياح الإهمال وتراجع المستوى نتيجة الاستسلام لأعراض الشيخوخة وتصلب العقل، فانتشرت ظاهرة السهو وأخطاء النسيان بين شيوخ وأئمة الحاضر أثناء الصلاة، وكان أبرز أبطالها مؤخرا القارئ الشهير محمد حامد السلكاوي!.
** "سهو" السلكاوي!
وتعرض الشيخ السلكاوي لهجوم واسع، بعد وقوعه في 8 أخطاء خلال تلاوة الفجر عبر إذاعة القرآن الكريم، ولم يجد الشيخ مبررا للخطأ إلا قوله : "سهو، وأعمل إيه في السهو أو النسيان؟"! .. واضطر الشيخ محمد حشاد، شيخ عموم المقارئ المصرية، ونقيب قراء القرآن لإبلاغ لجنة التخطيط الديني بالإذاعة لاتخاذ القرار المناسب.
وأضاف حشاد أنه سيبحث الأمر مع انقضاء إجازة العيد وانعقاد أول لجنة، مشددا على أن القارئ المذكور كان موقوفاً عن العمل وعاد منذ فترة قريبة.
** مذنب "الفجر"!
وعن الإجراءات والعقوبات المتوقع اتخاذها ضد المقرئ السلكاوي، أشار نقيب القراء إلى أنه سيتواصل مع لجنة التخطيط الديني لحسم موقفه، وقال :"الشيخ السلكاوي أصبح كثير الأخطاء، ويبدو أنه مبقاش عنده تركيز أثناء التلاوة، ومفيش داعي كل شوية يسبب لنا هذا الأمر".
وأردف أنه من الوارد أن يكون هناك قرار بالوقف النهائي، لأن إذاعة القرآن الكريم والبرنامج العام يصل لأماكن بعيدة، فيحدث تشويه للصورة، وقرآن الفجر ينضم للبرنامج العام ومن ثم الإرسال يكون قويا، ويصل لملايين بالخارج، ولا يصح أن تظهر مصر بهذا الشكل.
** الأخطاء الستة!
ولم تكن واقعة السلكاوى الأولي من نوعها، بل سبقتها إجراءات قانونية اتخذتها نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم ضد 6 قراء لمخالفة أحكام التلاوة أو القراءة بغير علم، مشيرة إلى أنها ستواصل اتخاذ الإجراءات القانونية ضد القراء المتجاوزين التي لم تفلح معهم طرق النصيحة والإرشاد.
** محمد رفعت .. الجامع المانع!
وأمام هذا المشهد المؤلم والمسئ لصورة ومكانة المقرئ فى أذهان المسلمين فى كل مكان، تعود بنا الذاكرة إلى رحلات كبار الشيوخ مع حروف الآيات الكريمة ومشوار حناجرهم الذهبية فى إتقان اللغة العربية بلا أخطاء نحوية أو جوانب قصور وضعف فى تطبيق قواعد التجويد، وعلى رأسهم، الشيخ محمد رفعت إكسير قراءة القرآن، حيث ارتبط صوته دائمًا بالتلاوة الصباحية على إذاعة القرآن الكريم، وكان القارئ المفضل للشيخ الشعرواي رحمه الله الذي قال يوما ما :"لو أردنا أحكام تلاوة القرآن فهو الشيخ الحصري أما بالنسبة لحلاوة الصوت فنقول الشيخ عبد الباسط، ولو أردنا النفس الطويل مع عذوبة الصوت فنقول الشيخ مصطفى إسماعيل، وإذا قلنا جميعهم فنقول الشيخ محمد رفعت".
** المنشاوي .. بكي الجمهور من خشوعه!
ويعتبر الشيخ محمد صديق المنشاوي من أشهر المشايخ المصريين الذين وصلت أصواتهم إلى جميع بقاع العالم وليس في مصر فقط، حيث اشتهرت تسجيلاته في مصر وسوريا ولندن وله موقف شهير في إندونسيا عندما قرأ القرآن وبكى الجمهور من خشوعه وصوته.
** صوت الشعب العذب!
وينظر إلى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كأشهر صوت عذب يتلو القرآن الكريم، وهو من القراء الذين يتمتعون بالشعبية الكبيرة، وعين قارئًا لمسجد الإمام الشافعي سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود علي البنا.
** سفير القرآن!
فاز الشيخ محمود علي البنا بلقب "سفير القرآن"، وتم اختيار كنائب لنقابة القراء عام 1984، وقد حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش.
** القراءات العشر!
ذاع صيت الشيخ محمود الحصري بتفوقه فى قراءة القرآن بروايات مختلفة حيث أجاد التلاوة بالقراءات العشر وله العديد من المصاحف المسجلة بروايات مختلفة.
** إمام "الأقصي"!
برع وسطع نجم الشيخ أبو العنين شعيشع فى سن صغيرة، خلال حفل أُقيم بمدينة المنصورة عام 1936، وكان قدوته ومثله الأعلى هو الشيخ محمد رفعت بل وأنه أبرز من قلد قراءته، وكان أول قارئ مصري يقرأ بالمسجد الأقصى.
** أسطورة الإنشاد الديني!
أما الشيخ طه الفشني فكان أسطورة الإنشاد الديني في محافظة بني سويف مركز الفشن، وحفظ القرآن وهو في سن مبكرة وكان يسند إليه دائمًا قراءة القرآن الكريم في حفلات المدرسة وله العديد من الإنشادات الدينية المميزة.
** قبلة الإذاعة!
من أفضل قراء القرآن في مصر وفي الإذاعة المصرية حتى أنه لم يُمتحن للدخول إلى الإذاعة لقدراته الصوتية المميزة وهو من مواليد محافظة الغربية مركز السنطة وحفظ القرآن وهو لم يتجاوز سن 12 عاما، ودرس أحكام تلاوة القرآن الكريم.
** عندما يأتي "مساء التقوى"!
واشتهر عبد الفتاح محمود الشعشاعي من مواليد قرية شعشاع بمحافظة المنوفية أثناء المساء البعيد في الليلة الختامية لمولد الحسين بن علي حيث قرأ مع مشايخ كبار في تلك الليلة أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ أحمد ندا والشيخ علي محمود والشيخ العيسوي والشيخ محمد جاد الله.
** الحافظ الأمين!
ويعتبر البعض الشيخ على محمود من أعظم قراء القرآن الكريم وقد حفظ كتاب الله على يد الشيخ أبو هاشم الشبراوي وهو من مواليد سنة 1878 في حارة درب الحجازي بالقاهرة وقد حفظ التجويد وأخذ قراءاته على يد الشيخ مبروك حسنين، وهو من اكتشف الشيخ محمد رفعت.